08 - 05 - 2025

عجاجيات| كحك العيد

عجاجيات| كحك العيد

*الرقم اعادنى بسرعة البرق إلى أوائل سبعينيات القرن الماضى وانا أقف فى الطابورآآ  بشئون الطلاب بكلية الاقتصاد والعلومآآ  السياسية وقلبى يرقص فرحا مع اقترابى من شباك الخزينة،كدت أطير عندما أمسكت 36 جنيها قيمة مكافأة التفوق فى الثانوية العامة عن 3 شهور(القيمة الإجمالية للمكافأة كانت 84 جنيهاآآ  موزعة على 7 شهور بواقع 12 جنيها شهريا) وانطلقت مسرعا إلى منزلنا فى عابدين محملا بهدايا لأبى وأمى واشقائي وبالطبع لم انس نفسى...أما الرقم الذى اعادنى فلاش باك لتلك الذكريات السبعينية فهو رقم ال 800 جنيه التى طلبها أبنى لسداد رسوم المشاركة فى حفل التخرج وضحكت من اعماقى عندما طلب 200 جنيه لمشاركة زملائه الإفطار فى واحد من مولات 6 أكتوبر الشهيرة...واندهشت كثيرا عندما أعلن وزير الأوقاف أن زكاة الفطر هذا العام قيمتها 13 جنيها وتساءلت عما يمكن شرائه بهذا المبلغ الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع.

*لى زميل وصديق كان يجلس بجوارى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وانا وهو تلقينا العلم من عمالقة العلوم السياسية والاقتصادية من أمثال الدكاترة حامد ربيع ورفعت المحجوب ومحمود خيرى عيسى وعلى عبدالقادر وفاروق يوسف وعلى الدين هلال وأحمد يوسف أحمد وكمال المنوفى ...انا وهو طالما استمعنا إلى ضرورة قبول الإختلاف وإحترام الرأى الآخر حتى وإن اختلفنا معه ولطالما تأثرت انا وهو بقول اساتذتنا الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية....تخرجنا وعملنا واستمر تواصلنا حتى التحقنا انا وهو بعالم الفيسبوك...تناقشنا واختلفنا حول مسألة من المسائل التى تقبل الاختلاف...فوجئت به يحذفنى من قائمة أصدقائه...قلت فى نفسى لأن مددت يدك لتحذفنى من قائمة الأصدقاء فلن أمد يدى لاحذفك من تاريخى وذكرياتى.

*تعلمنا فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية أن المعارضة جزء من أى نظام سياسى عرف طريقه إلى الديمقراطية وتعلمنا أن المعارضة هى مرآة أى نظام وهى التى تعكس الإيجابيات والسلبيات....وتعلمنا أن النظام الديمقراطى القوي الواثق يرحب بالمعارضة القوية ويوفر المناخ لبزوغها وتطورها وان النظام الذى لا يتقبل المعارضة ويحاربها ويضيق عليها هو نظام ضعيف يسبح ضد التيار الديمقراطى.

*رغم الآثار الجانبية للفيسبوك ومنها وقوع الخلاف بين اصدقاء العمر وإظهاره لقناعات البعض على حقيقتها إلا أن له مزاياه خاصة فى إبرازه ما تغفله قنوات الإعلام التقليدية من صحف وفضائيات ...فلولا الفيسبوك ما عرفت أن رئيس وزراء إيطاليا الجديد ذهب لأداء اليمين وهو يمتطى سيارة أجرة (تاكسى) بدون موكب وبدون ركاب وبدون حراسة ....ولولا الفيسبوك ما عرفت ان رئيس وزراء هولندا قام بدور عامل النظافة وأصر على إصلاح ما أفسده عندما أوقع كوب القهوة دون قصد على الأرض...

*فى مثل هذه الأيام لم يكن هناك صوت يعلو على صوت صاجات كحك العيد الذى تحتفى وتحتفل البيوت بإعداده والذى كانت الأطباق الدوارة تحمله إلى الجيران مع كل الود والحب...للاسف

اختفت صاجات الكحك واختفت الأطباق الدوارة بين الجيران...رزق الله على تلك الأيام

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو